مرحبا بكم في منتدى الدكتور / عثمان أبو زيد
شكرا على زيارتكم للمنتدى ونشكر إهتمامكم ـ نتمنى ان يحوز منتدانا على أعجابكم
مرحبا بكم في منتدى الدكتور / عثمان أبو زيد
شكرا على زيارتكم للمنتدى ونشكر إهتمامكم ـ نتمنى ان يحوز منتدانا على أعجابكم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


للمراسلة :osman.abuzaid@Gmail.com
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
صدر للدكتور عثمان أبوزيد عثمان كتاب بعنوان " صور قلمية". الكتاب طبع بالخرطوم "الناشر: هيئة الأعمال الفكرية" . ضمت فصول الكتاب حكايات من أعجب المرويات التي أفصح عنها أصحابها أو استنطقهم من استنطقهم حتى باحوا بها , يمكنكم الاطلاع على مقدمة الكتاب بقسم المؤلفات بالموقع .
مواضيع مماثلة
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» كتاب الوجود الإسلامي في أمريكا الواقع والأمل
الإعلام الإسلامي في عالم متغير  I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 06, 2018 4:01 am من طرف أدارة الموقع

» من إرتِدِي إلى أدنبرة
الإعلام الإسلامي في عالم متغير  I_icon_minitimeالسبت أبريل 16, 2016 6:01 am من طرف أدارة الموقع

» مكانة اللغة العربية في تغريدات مثيرة
الإعلام الإسلامي في عالم متغير  I_icon_minitimeالسبت أبريل 16, 2016 6:00 am من طرف أدارة الموقع

» كتاب《معرفة الإسلام عن طريق معرفة محمد 》بقلم عالم صيني
الإعلام الإسلامي في عالم متغير  I_icon_minitimeالسبت أبريل 16, 2016 5:57 am من طرف أدارة الموقع

» العودة إلى مروي
الإعلام الإسلامي في عالم متغير  I_icon_minitimeالسبت أبريل 16, 2016 5:54 am من طرف أدارة الموقع

» جهود رابطة العالم الإسلامي في القرن الإفريقي
الإعلام الإسلامي في عالم متغير  I_icon_minitimeالسبت أبريل 16, 2016 5:47 am من طرف أدارة الموقع

» An Islamic Perspective on Media & Society
الإعلام الإسلامي في عالم متغير  I_icon_minitimeالخميس مارس 06, 2014 6:05 am من طرف أدارة الموقع

» القصة الأدبية في خدمة السيرة النبوية رواية ترجمان الملك مثالا
الإعلام الإسلامي في عالم متغير  I_icon_minitimeالخميس يونيو 20, 2013 1:55 pm من طرف أدارة الموقع

» تأشيرة راعي غنم
الإعلام الإسلامي في عالم متغير  I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 07, 2013 12:55 am من طرف أدارة الموقع


 

 الإعلام الإسلامي في عالم متغير

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أدارة الموقع
Admin



عدد المساهمات : 83
تاريخ التسجيل : 09/03/2010

الإعلام الإسلامي في عالم متغير  Empty
مُساهمةموضوع: الإعلام الإسلامي في عالم متغير    الإعلام الإسلامي في عالم متغير  I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 22, 2012 12:21 am

الإعلام الإسلامي في عالم متغير
محاضرة للدكتور عثمان أبوزيد بكلية معارف الوحي والعلوم الإنسانية بالجامعة الإسلامية العالمية ، ماليزي
ا


كوالالمبور: سيف الدين حسن العوض


استضافت كلية معارف الوحي والعلوم الإنسانية الدكتور عثمان أبوزيد عثمان، المستشار برابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، رئيس تحرير مجلة الرابطة الشهرية ، لإلقاء محاضرة بعنوان: "الإعلام الإسلامي في عالم متغير"، وذلك في يوم الجمعة 28 محرم 1433هـ الموافق 23 ديسمبر 2011م في مباني الجامعة الإسلامية العالمية بكوالالمبور. تشعبت المحاضرة وتنقلت بين الأفانين وتناولت ميادين مترعة وكأن الأستاذ الدكتور عثمان أبوزيد يغترف من بحر حينما يتحدث.
وقد اجتمع لحضور المحاضرة والمشاركة فيها نفر كريم من أساتذة كلية معارف الوحي والعلوم الإنسانية، بجانب مشاركة إعلاميين وطلاب دراسات عليا في مجال الإعلام والعلوم الإنسانية.
وموضوع المحاضرة قديم جديد وهو موضوع حيوي، يهتم به كل من يهتم بدينه وثقافته الإسلامية، وجاء اختيار هذا العنوان بمناسبة انعقاد المؤتمر العالمي الثاني للإعلام الإسلامي، تحت عنوان: (تأثير الإعلام الجديد وتقنية الاتصالات على العالم الإسلامي: الفرص والتحديات)، وذلك برعاية فخامة رئيس جمهورية إندونيسيا سوسيلو بامبانج يودويونو، الذي عقدته رابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الإندونيسية في الفترة من 18- 20 محرم 1433هـ الموافق 13- 15 ديسمبر 2011م، وذلك تواصلاً مع المؤتمر العالمي الأول للإعلام الإسلامي، الذي عقدته الرابطة في جاكرتا عام 1400هـ، الموافق 1980م. وأصدر المؤتمر وثيقة الشرف الإعلامية الإسلامية للمؤسسات الإعلامية ووسائل الاتصال في الدول الإسلامية، ودعا المؤتمرون إلى ضرورة انتقال المسلمين من الاستهلاك إلى التأثير في الإعلام وصناعة الرأي العام. واعترف البيان الختامي الذي جاء بعنوان بلاغ جاكرتا بعد أربعة أيام من المداولات بتقدم الإعلام الخاص الجماهيري على بعض الإعلام الرسمي، والذي قالوا إنه يعاني من ضعف الإدارة وتدني مستوى الأداء المهني.

بدأ المحاضر حديثه بداية طيبة حينما عبر عن سعادته بزيارة الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، قائلاً: إنني منذ الأمس وقفت على عمل كبير في المباني والمعاني، ولعلها فرصة طيبة أن يسجل الإنسان في ذكراه وفي تاريخه الأكاديمي والعلمي أنه قدم عملاً بحثياً أو عملاً أكاديمياً في مثل هذا الصرح المهم.
ثم أوضح الدكتور عثمان أبوزيد أن المؤتمر العالمي الثاني للإعلام الإسلامي في إندونيسيا قد انعقد بعد مرور 32 عاماً على المؤتمر العالمي الأول للإعلام الإسلامي في جاكرتا أيضاً، وقال لعله من الطريف أن يكون هذا المؤتمر بعد مرور هذه الأعوام الطويلة، وما بين هذين الزمنين تغير العالم تغيراً هائلاً، ولا شك أن الإعلام الإسلام لكي يساير هذا التغير أو يتفاعل معه لابد للمسلمين عموماً من فكر جديد لإعلام جديد.
وأضاف المحاضر أن هذا التركيب الوصفي "الإعلام الإسلامي" صار اسماً وسمة أكثر من كونه مصطلحاً متفقاً عليه، فكان لا بأس من استخدامه بعد كل هذه السنوات، ولكن اللجنة العلمية للمؤتمر أرادت الاتفاق على تعريف إجرائي لأغراض هذا المؤتمر وقالت: نعني بالإعلام الإسلامي استخدام كافة وسائل الاتصال والإعلام في المجتمعات المسلمة.
وعرض الأستاذ المحاضر جملة من المناقشات التي تداولها الأكاديميون حول مفهوم الإعلام الإسلامي قائلاً: كان دائماً حينما تُطلق عبارة الإعلام الإسلامي في الجامعة أو في الأوساط الأكاديمية ، يحدث نوع من سوء الفهم. - ولعلنا أيضاً - وأنا كنت عضواً في اللجنة الفنية لهذا المؤتمر ، لعلنا عندما جلسنا للتخطيط لهذا المؤتمر توقفنا عند كلمة الإعلام الإسلامي، وهل نحتاج لاستخدامه أم لا؟ وفي نهاية الأمر صرنا إلى الاتفاق على ذلك التعريف الإجرائي الذي كان تعريفاً بسيطاً، يفض الاشتباك ويبعد سوء الفهم.
وفي واقع الأمر – وما يزال الحديث للدكتور عثمان أبوزيد – فإن المعركة الأكاديمية التي كانت تستعر بمجرد ذكر هذا المصطلح هو بسبب استخدام مثل هذه المصطلحات في مرحلة معينة، تعبيراً عن إثبات الهوية الإسلامية، وارتبط هذا النوع من استخدامات الأسماء أو المصطلحات بقدر من التحديات التي كانت تواجه العالم الإسلامي في مرحلة الصحوة، ولكن وجدنا حتى في داخل المفكرين المسلمين من كان يقول : بأنه لا حاجة لمثل هذه الاستخدامات أو المصطلحات؛ الفلسفة الإسلامية و الإعلام الإسلامي و الاقتصاد الإسلامي. وأذكر أن شيخنا الدكتور جعفر شيخ إدريس كثيراً ما كان يردد إننا لسنا في حاجة لكي نحيز نشاطنا العلمي و نشاطنا العام بهذا الاسم أو ذاك، كأن نقول مثلاً الفلسفة الإسلامية، فالأوروبيون هم الذين وضعوا اسم الفلسفة الإسلامية لكي يحدثوا نوعاً من التحييز أو التمييز لفلسفة مغايرة عن الفلسفة العامة، فالأصل عندهم أو الفلسفة العامة هي الفلسفة الأوروبية، أما سوى ذاك فينبغي أن يميز كالفلسفة الإسلامية مثلاً والفلسفة الهندية ونحو ذلك، باعتبارها فلسفة أخرى مغايرة لها صفات مختلفة عن الفلسفة العامة، ولذلك حتى في مكتباتنا في الجامعات الإسلامية نجد مثلاً جناحاً خاصاً نسميه الفلسفة الإسلامية، نعني بها فقط علم الكلام وما أنتجه الفارابي وابن رشد وهو مرتبط بعصر محدد.
بعض الناس قد يفهمون الإعلام الإسلامي على أنه هو المحتوى الديني، حتى أن أحد الإخوة من جنوب إفريقيا، قابلته قبل عامين، وهو الذي انشأ تلفزيون الإسلام ITV في جوهانسبرج، قال لي إن مهمتنا في هذه القناة الفضائية ، أن نضع المحتوى الإسلامي؛ الآيات والأحاديث ولا شيء غير ذلك . طبعاً يمكن أن يكون هناك إعلام ديني متخصص مثل القناة التي أنشئت الآن في السعودية لنقل الصلوات من الحرم ولنقل نشاط الحرم وشهود الحرم وحضور الحرم مع تلاوات للقرآن ، فهذا شأن متخصص وهو أمر جيد، ولكن الإعلام الإسلامي ليس هو المحتوى الديني فحسب، والمحتوى الديني جزء منه. هؤلاء الأخوة في جنوب إفريقيا طبعاً انتقلوا بعد هذا الطور إلي طور آخر، بأن توجّهوا إلى محتوى شامل، وكان معنا في مؤتمر جاكرتا المدير التنفيذي للقناة وأوضح كيف أنهم انتقلوا إلى تقديم الأخبار والتحليلات وغيرها وانتقل خطابهم لغير المسلمين. وعلى كل حال أنا وقفت عند رأي هذا الأخ وهو بالمناسبة لديه كتاب بعنوان ISLAM IN THE MEDIA كان يقول لي إن الإسلام أصلا جذاب بطبعه، وأن القرآن الكريم حينما نضعه في قناة معينة، فهو يصل إلى الناس ويؤثر فيهم، ونحن مهمتنا أن نوصل هذا القرآن وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الناس، والناس تتفاعل مع النص القرآني ويتفاعلون مع الحديث النبوي، وهذا هو ما نريده، وكان يشرح لي ذلك في تعبير غاية في الطرافة، يطلق عليه اختصاراً (GIGO)، ادخل شيئاً حسناً يخرج شيء حسن، ادخل زبالة تخرج زبالة:
GOODNESS IN GOODNESS OUT, GARBAGE IN GARBAGE OUT
طبعا مثل هذه السجالات حول ما هو الإعلام الإسلامي ، استمرت في وقت من الأوقات في الجامعات – وما يزال الحديث للدكتور عثمان أبوزيد- ولعلها أيضا وجدت في المؤتمر العالمي الثاني للإعلام الإسلامي في جاكرتا، لكنها كانت محصورة على هامش المؤتمر، لأن هذا السجال هو سجال قديم، وقد تجاوزه الزمن واعتقد أن الناس عندما يدخلون في الفعل أو في المجال العملي، مثل هذه السجالات تختفي في الغالب، ذلك أنها تتوقف في مجال العمل الميداني.
وأذكر أنه عندما حدث تغيير سياسي في السودان في عام 1989 من القرن المنصرم، طلبت منا حكومة الإنقاذ الوطني – وما يزال الحديث للدكتور عثمان ابوزيد- ونحن مجموعة من الإعلاميين وأساتذة الجامعات أن نقدم إستراتيجية إعلامية في إطار تطبيق الشريعة الإسلامية ، هم كانوا يريدوننا أن نقدم نموذجاً إسلامياً في العمل الإعلامي، فاجتمعنا نحن مجموعة من أساتذة الجامعات والخبراء ومن العاملين في الإعلام وكتبنا ورقة كانت خلاصة الخبرة وخلاصة التجربة والتفكير، الذي ظللنا شهوراً طويلة نقوم به ، وعندما قُدمت هذه الورقة إلى أحد رؤسائنا تأمل فيها قليلاً ثم مزق الورقة أمام من حملها إليه، وفيما يبدو – والحديث ما يزال للدكتور عثمان ابوزيد – أن هناك الكثير من الأوراق التي كتبت في هذا المجال ينبغي أن تمزق أيضا. فعندما يأتي الناس إلى الميدان وإلى الممارسة الفعلية ، كثير من المقولات وكثير من النظريات لا تصمد، وبالاستعمال نحن نرقي مصطلحاتنا، ونرتقي بمعرفتنا ، وبوعينا، وكما يقال إن الوعي ممارسة، وهذا هو الدرس الذي تعلمته كثيراً عندما انتقلت من الجامعة إلى العمل الميداني، فأنا بدأت عملي في الجامعة أولا مدرساً ثم انتقلت إلى العمل الميداني.
طبعاً هناك المدارسة القديمة التي تقول: هل الفكر قبل العمل أم أن العمل قبل الفكر، ولكني اعتقد أن الفكر مع العمل هو الذي يفضي بالناس إلى ما يبتغون، وطبعاً حدث تحوّل في بلدي السودان ، بدأ منذ سنوات التسعينيات الأولى من القرن المنصرم ، وهذه التجربة أعتقد أنها جديرة بأن تدرس وتقدم للعالم. في السودان كانت هنالك تطبيقات في مجالات مختلفة في مجالات الاقتصاد في مجالات القانون وفي مجالات الإعلام، وهذه التطبيقات ينبغي أن تدرس واعتقد أن الناس يمكنهم أن يتعلموا منها أشياء كثيرة جداً حتى في مجال التطبيقات السياسية، ولعلني أذكر أن وزارة الإعلام وهي الجهة الرسمية التي كانت تتولى إدارة الإعلام في ذلك الوقت وفي السنوات الأولى لم يكن قد تغير الإعلام في شيء كثيراً، فالبيروقراطية السابقة هي التي كانت تدير دفة الأمر فطلبوا من وزارة الإعلام أن تقدم تصورها لتطبيق الشريعة الإسلامية في مجال الإعلام، وأذكر أنهم قدموا مقترحات كانت تدعو إلى التأمل، إذ كان أول مقترح قدموه أنهم سيقيمون مهرجاناً للمدائح النبوية، فتصوروا أن أول ما نفكر به في الإعلام في إطار الشريعة الإسلامية أو الإعلام في إطار الدولة الإسلامية أن نبعث المدائح النبوية والابتهالات الدينية، والأناشيد الإسلامية ونحو ذلك، وهذا النوع من التفكير موجود، ليس طبعاً بالطريقة التي قدمها صاحبنا من جنوب إفريقيا الدكتور آدم، ولكن بطريقة مختلفة.
وتحول حديث الدكتور عثمان ابوزيد للإشارة إلى المؤتمر الثاني للإعلام الإسلامي قائلاً: حقيقة هذا المؤتمر الذي قدمنا منه أو قدمنا إليه في اندونيسيا فوجئنا باهتمام العالم به، صحيح أن المؤتمر الأول كان في سنة 1400هجرية الموافق للعام 1980م وجد حفاوة كبيرة جداً لأنه أيضا كان مرتبطاً بأحداث كبيرة في ذلك الوقت منها احتلال أفغانستان والثورة الإيرانية بالتحديد التي قدمت نموذجاً في استخدام الكاسيت، وعندما قدم الخميني في ذلك الوقت وهبط بطائرته في طهران، بقيت شاشة التلفزيون الإيراني وقتاً طويلاً عليها عبارة واحدة فقط، الشاشة فيها جملة كتبها الخميني، لا فيها مؤثرات صوتية ولا معها أناشيد ولا أي شيء من ذلك، الشاهد أن هناك شاشة مضيئة والعمل متوقف في التلفزيون، ولكن هناك فقط عبارة كتبها الخميني بخط يده، وهذه العبارة هي التي تظهر وربما لساعات طويلة. ظلت هذه العبارة هي الرسالة الإعلامية الوحيدة الموجهة في ذلك الوقت. وفي ذلك دلالة على قوة الرسالة الإعلامية عندما تكون تعبيراً عن حدث مهم أو موقف قوي، ومنذ سنوات كتب الدكتور محمود سفر من السعودية كتاباً سماه "الإعلام موقف"!
وبمثل الحفاوة التي قوبل بها المؤتمر الأول، كانت حفاوة بمؤتمر ذا العام ، ربما لأن العالم أراد أن يسمع شيئاً عن موقف المسلمين الآن في التفاعلات التي تحصل ، يريدون أن يسمعوا صوتاً يعبر عن مجموعة كبيرة ، لأن من اجتمعوا في أندونيسيا يمثلون طيفاً من الجمعيات الإسلامية والمنظمات الشعبية ، وما يقال في مثل هذه المنصات كلام جدير بأن يستمع إليه، مهما كان هذا الكلام. وقد حرص المؤتمر أن يكون الحضور من القيادات الإعلامية والخبرات العالمية ، وحضر من ماليزيا البروفسور سيد عربي عيديد المدير السابق للجامعة الإسلامية العالمية، وحضره أيضا من ماليزيا البروفسور عزم الدين إبراهيم عميد كلية علوم الاتصال والإعلام بجامعة يونسل بماليزيا، وآخرون من أمثالهم من كافة أنحاء العالم.
وبطبيعة الحال نحن أمام تحديات محددة في مجال الإعلام وهذه التحديات المؤتمر شخصها وصنفها ووضعها فيما يسمى بلاغ جاكرتا. طبعاً الموقف العام تعرفونه لا تحتاجون مني أن أقوله لكم، موقف المسلمين من العولمة، وفي كل مكان في العالم الإسلامي، كلما جلس الناس، تحدثوا عن العولمة وآثارها على الأمة المسلمة، فحينما أطلت العولمة بتحدياتها المعروفة نحن في السودان مثلاً، جلسنا وعقدنا مؤتمراً كبيراًً، استمر وقتاً طويلاً وكان مؤتمراً مفتوحاً لتحضير السودان للعولمة. وبرزت أمام العولمة مواقف ثلاثة وهي تقريباً متشابهة في كل مكان في العالم الإسلامي، هذه المواقف هي: الأول أن نواجه العولمة ونعاديها، والموقف الثاني أن ننهزم أمامها ونندمج فيها ، والموقف الثالث هو التفاعل الايجابي الموجه. الموقف الأول هو نوع من التفاعل السلبي الذي يفك الارتباط مع العالم الخارجي، فهذه الدعوى نحن سمعناها في أماكن مختلفة من العالم الإسلامي، والموقف الثاني وهو موقف الاستسلام الكلي والاندماج في العولمة والقبول بكل شئ فيها وهذا أصبح حاصلاً اليوم في بعض أنحاء العالم الإسلامي. لكن الموقف الصحيح هو أن نتفاعل ايجابياً مع العولمة ونتأثر بها إيجاباً ونؤثر فيها أيضا، وهذا الموقف هو ما اختارته الشعوب الحية والشعوب التي فكرت تفكيراً في الاتجاه الصحيح إزاء ما يحدث الآن في العالم من تفاعلات، في مجال الاتصالات وفي مجال الإعلام.
المؤتمر من خلال لجنته الاستشارية العلمية – وما يزال الحديث للدكتور عثمان أبوزيد- ومن خلال أيضاً النقاش الذي دار داخل أروقته خرج بعدد من التشخيصات للواقع فيما يسمى ببلاغ جاكرتا، ومن هذا التشخيصات الآتي:
1- أظهرت وسائل الإعلام الجديدة وتقنية الاتصالات قدرة كبيرة في خدمة قضايا المجتمع الإنساني وتطوره التنموي والعلمي، إذا ما تم توظيفها توظيفاً صحيحاً، مما يوجب على المسلمين أن يكونوا مشاركين مؤثرين في مجالات الإعلام والمعرفة، لئلا يظلوا تابعين لغيرهم، مستهلكين لسلعهم خاضعين لهيمنتهم الفكرية والثقافية وسيطرتهم الاقتصادية والسياسية .
2- الإعلام الجديد يسهم في أن يكون البناء المعرفي الإنساني مشتركاً، مما يؤدي بالبشرية إلى التفاهم الإنساني والتعاون البشري والسلم العالمي، غير أن كثيراً منه موظف لتعميق سوء الفهم بين البشر وتعزيز الكراهية والعصبيات. وفي حال عدم استثمار تطور وسائل الإعلام بالشكل المطلوب فمن المتوقع أن تكون النتائج على المستوى الإنساني العام أكثر سوءاً من قبل، حيث يؤدي إلى الجهل والمزيد من الانقسام والتشرذم وتعميق العوالم الافتراضية التي تؤدي إلى الاصطدام في الواقع الاجتماعي .
3- من آثار عولمة النشاط الإعلامي وصناعة الإعلام عالمياً، ممارسة قوى السوق في كثير من مناطق العالم ضغوطاً لإعادة هيكلة وسائل الإعلام وإخضاعها لآليات السوق وتحويل المعرفة من خدمة إلى سلعة وتصنيعها وفق رغبات العامة وليس حسب احتياجاتهم، مما أدى في الغالب إلى هبوط بالمحتوى الإعلامي وبمستوى الالتزام القيمي والأخلاقي.
4- أدى تطور وسائل الاتصال إلى تعدد وسائل الإعلام وتجزئة الجمهور المتلقي ، مما أدى إلى فقدان قدرتها على تحقيق الإجماع وإشاعة معايير الجماعة وقيمها الاجتماعية والتعبير عن التيار العام في المجتمع والعمل في إطار التفاعل بين الجماعات، وتوجهت في معظمها إلى الفردية والعمل بعيداً عن تأثير المؤسسات الاجتماعية ولو من قبيل النصح أو الإرشاد أو التصحيح.
5- حقق القطاع الإعلامي الخاص جماهيرية متزايدة على حساب الإعلام الرسمي الذي يعاني في كثير منه من ضعف الإدارة وتدني درجة الأداء المهني في الإنتاج والعرض. ولعل المؤتمر أيضا لاحظ في كثير من المناقشات التي دارت أن هنالك نوع من الملكية الخاصة كانت مضرة جداً بالإنتاج الإعلامي وبالأداء الإعلامي بشكل عام في كافة أنحاء العالم. ولشرح هذه النقطة أقول إنه أصبح من السهل جداً أن يمتلك الإنسان قناة تلفزيونية أو إذاعة أو صحيفة ويمكن أن يوجهها كما يشاء، في حين أن برامج الخدمة العامة في السابق حتى في المجتمع الرأسمالي نفسه كانت تعمل وتقدم الإعلام والاتصال في إطار مسؤول نوعاً ما، وتمارس الحرية في إطار مسؤول، ولكن هؤلاء يمارسون الإعلام في إطار غير مسؤول تماماً، ويتنافسون في ذلك ولكي يكسبوا مزيداً من الجمهور ومزيد من بث الإعلانات التجارية، فإنهم يقدمون محتوىً مبتذلاً جداً ويتنافسون أيضا كما ترون الآن في وسائل الإعلام، وهذا الاتجاه خطير، طبعاً غير الاتجاهات التي لاحظها المؤتمرون في الطائفية والتوجهات العرقية والتنافس السياسي البغيض الذي لا يقوم على أساس موضوعي ولا على أساس ديمقراطي صحيح وإنما على أسس اقرب الي الفوضوية.
6- قامت معاهد الإعلام وأقسامه في الجامعات بعمل إيجابي، غير أنها في معظمها لا تزال متأثرة بالمعايير المهنية للصحافة العالمية واعتماد معايير التصنيف في الأنظمة الإعلامية الأخرى وانتشار المفهوم الغربي لحريات الإعلام الذي يصيب البيئة الإعلامية في العالم الإسلامي بالكثير من الاضطراب ، مما يستدعي حث المفكرين والأكاديميين على بذل الجهد لتطوير نظام إعلامي يلائم المجتمع المسلم.
7- العمل الإعلامي الإسلامي المشترك ما يزال ينقصه التنسيق المطلوب والجهد العلمي والتنظيم ليصبح بإمكانه الدفاع عن قضايا المسلمين العادلة بلغة العصر، بل النهوض بالأمة الإسلامية في أكثر الميادين أهمية وتأثيراً، ودحض افتراءات المغرضين، وإظهار مبادئ الإسلام وقيمه في العالم بصورتها الصحيحة.
ماذا نفعل بعد هذا التشخيص الذي خرج به بلاغ جاكرتا؟ ما يجب بذل الاستطاعة فيه هو إنتاج فكر جديد، لإعلام جديد. تلاحظون أن معظم ما كتب في الإعلام الجديد حتى اللحظة كله عبارة عن توصيف للإعلام الجديد مع الانبهار أمامه وتمجيد إمكانياته مع إقصاء أي قراءة نقدية. نلاحظ ذلك في الكتب التي صدرت عن الإعلام الجديد وعن تقنيات الاتصال، فإنها جميعا تقف عند حدود التوصيف ... ليست هناك فلسفة تربط التقنية بالسياق الاجتماعي والثقافي الأكبر ، وليس هناك تنظير، بل إن الإعلام الجديد قد أحدث نوعاً من التجاوز لنظريات الاتصال، وسبقت استخداماته القوانين والتشريعات، وما سماه أحد علماء الاتصال القدامي الكندي المعروف مارشال ماكلوهان، بالحتمية التقنية، تفرض الآن نفسها بقوة على الواقع ، وكأن الناس مسوقون بالتقنية هذه ... إلى أين ؟ لا نعرف. ولذلك أحد المفكرين الإعلاميين اسمه عبد الرحمن عزي، وهو عميد كلية الاعلام في جامعة الشارقة حالياً، قدّم شيئاً سماه الحتمية القيمية في مقابل الحتمية التقنية. وأرى أن ما قدمه نظرية تستحق الاهتمام. وبالمناسبة فإن ما يقوم به الأساتذة المسلمون دائماً من أعمال ، لا نقف أمامها مثلما نحترم النظريات والافكار التي تأتي من الجامعات الأوروبية، أو من الجامعات الامريكية، وقلما يأتي أحد منا ويستشهد بما قاله فلان الأستاذ في الجامعة الاسلامية العالمية في ماليزيا ، لا نقول هذا ولن نقول هذا ، ولكننا نباهي بما يقوله الغربيون، عندما نملأ فمنا ونملأ رئتنا بأسماء هؤلاء من قبيل مارشال ماكلوهان أو غيره، رغم أن ماكلوهان نفسه كان رجلاً فيلسوفاً ولم يكن متخصصاً في مجال الاعلام او الاتصال، وقدم اشياء، في كثير من الأحيان هي أقرب من التهويمات. دعونا نضيف كذلك نظرية عبد الرحمن عزي مثلاً، ما الذي يضير في ذلك، ولكن لأننا مهزومون فكرياً ومهزومون نفسياً، دائماً نجعل ما يأتي من الآخرين دائماً هو المقبول، وقديماً قال الأقدمون: "زامر الحي لا يطرب"!
أنا اعتقد أن دراستنا للفكر الاتصالي لدى المسلمين، تفتح لنا باباً من التراث الزاخر. فتجد كتاباً مثل كتاب ابن القيم الجوزية، كتاب الفوائد ، في الفائدة الأولى تحت عنوان: قاعدة جليلة إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه والق سمعك واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه إليه فانه خاطب منه لك على لسان رسوله قال تعالي إن في ذلك لذكري لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد وذلك أن تمام التأثير لما كان موقوفا على مؤثر مقتض ومحل قابل وشرط لحصول الأثر وانتفاء المانع الذي يمنع منه تضمنت الآية بيان ذلك كله بأوجز لفظ وأبينه وأدله على المراد.
هذه لعمري نظرية متكاملة في الاتصال، ولكن من الذي يمكن ان يأتي ويقول: نظرية ابن القيم مثلاً، أو نظرية الجاحظ؟ ذلك لأننا مهزومون فكرياً.
في هذا العالم المتغير، هنالك أسئلة في مجال الإعلام الإسلامي أشد قوة وأكثر تعقيداً الآن. ودعني أختم هذا اللقاء العلمي بهذه الأسئلة، وأترك الإجابات لكم، ولاشك أن تزاوج العمل والفكر الإعلامي في المختبرات العلمية وفي المكتبات، وتزاوج حقائق الحياة مع حقائق العلم في الجامعة هذا أمر ضروري جداً. ربما أن الواقع الذي نعايشه الآن في كثير من بلادنا الإسلامية، بوجود نوع من التصادم وعدم الامتزاج هذا بين الجامعة وبين المجتمع والذي أحدث أن الناس في الجامعة أحياناً يناقشون أموراً نظرية بعيدة عن الواقع وأحيانا يبذل الناس في المجتمع عملاً كثيراً لكي يتوصلوا الى بعض المعاني التي توصل اليها الناس في الجامعات وأصبحت من البديهيات لديهم. فعندما يحدث هذا النوع من التزاوج بين الجامعة والمجتمع، يتحقق ما نصبو اليه جميعاً. الآن من الاسئلة الكبيرة التي تواجهنا في مجال الإعلام؛ إعلام المسلمين، دعنا نقول ... وبالمناسبة البروفسور سيد عربي عيديد المدير السابق للجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا عند طرحه لورقته في المؤتمر العالمي الثاني للإعلام الإسلامي، قدم شيئاً أضاف إليّ وهو قوله: إن مفهوم الإعلام الإسلامي Islamic Media شيء آخر غير إعلام المسلمين Muslim Media . وسائل إعلام المسلمين شيء متعدد، فهناك وسائل إعلام للمسلمين في السعودية وهناك وسائل إعلام للمسلمين في الهند ، وهكذا. وإذا كان إعلام المسلمين متعدداً فإن الإعلام الإسلامي غير متعدد، وهو شيء مطلق. وهو ما عبر عنه البروفيسور عيديد بأنه أفضل الأفضل The best of the best ، نعود إلى الأسئلة التي أطرحها هنا فهي: كيف يخاطب إعلام المسلمين العالم ويؤثر فيه في ظل بناء الجدران وما يجري من الاحتكار الإعلامي الذي يأخذ أشكالاً جديدة رغم دعاوى العولمة؟ العولمة نجحت في انفتاح الفضاءات بعضها على بعض ، ولكنها أقامت جدراناً سميكة وحوائط على الأرض. الناس الآن على الرغم من أنهم يتحدثون عن التكامل المعرفي، وعن التقارب الثقافي، وهذا توجه تشجعه اليونسكو الآن، فإن الذي يحدث أن الناس يزدادون تمسكاً بخصوصياتهم، فمثلاً القنوات الفضائية التي أطلقت، جعلت الناس يتمسكون بثقافاتهم وبخصوصياتهم ، فالهندي مثلاً المقيم في المملكة العربية السعودية، لا يشاهد إلا القنوات الهندية التي تقدم له برامج واخبار الهند، بلده، والسوداني يفعل كذلك، واللبناني يفعل كذلك، فكأن هذا المجال الأوفى الذي ينبغي أن يتيح مجالاً للتمازج الثقافي بين الشعوب لم يكن فاعلا بالقدر المطلوب وقد تكون القنوات فاعلة فقط في أنها جعلت الناس يتمسكون أكثر بخصوصياتهم الثقافية، ولعلني قد وقفت في اندونيسيا، وفي ماليزيا على نوع من – دعنا نسميه - (الاحتكار الإعلامي) – فمن الصعب أن تجد قنوات دينية، اسلامية او قنوات تعلم اللغة العربية، ونحن سألنا عن هذا في اندونيسيا، والاجابة التي قدمت الينا ان هذا ليس متاحاً من الناحية التقنية لأن الشركات لا تستطيع أن تقدم إلا هذا، ولكن لماذا لا تقدم إلا هذا؟ ربما أن هناك سياسات عليا هي التي توجه كل هذا.
سؤال آخر: كيف نستطيع أن نحقق وجوداً معقولاً في القوانين والتشريعات الدولية في مجال الاتصال والإعلام؟ في مؤتمرات مجتمع المعرفة التي تقام بين الفينة والأخرى، حدثنا الدكتور محمد المصمودي، وهو كان عضواً في اللجنة الدولية لدراسة مشكلات الاتصال المسماة بلجنة شون ماكبرايد، حدثنا أنه بذل مجهوداً في مؤتمر تونس في تضمين التشريعات والسياسات الدولية، شيئاً ينتسب الى الثقافة الاسلامية والى الثقافة العربية، والى الثقافة الدينية، ولم يجد ممانعة في ذلك. إذا استطعت أن تقدم شيئاً له منطق ومشروعاً مقنعاً فإنهم يقبلونه، وأعتقد أن هذا تحدٍ كبير يقابلنا الآن. لقد تساءلنا كيف نصل إلى ممارسة للحرية ضمن ضوابط الشرع في مجتمعاتنا الإسلامية؟ وعن ممارسة للحرية في العالم مع الإبقاء على احترام الأخلاق والقيم؟ برزت مشكلة عند الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم في الدنمارك وطالب المسلمون بأن تكون هناك قوانين في إطار القانون الجنائي الدولي تجرم الإساءة للأديان. وما يزال الناس يتناقشون في إطار منظمات الأمم المتحدة، وأن نصل إلى اتفاق أو معيار عالمي للحرية في ظل السجال بين الحرية والإساءة إلى الدين هو من التحديات الماثلة.
وهناك السؤال: كيف تستطيع الأقليات المسلمة (في فرنسا او أمريكا مثلاً) أن تنفُذ بخطابها الإعلامي إلى المجتمعات التي تحتضنها. يحدثني أكثر من واحد في مناطق الأقليات المسلمة ، عندما قامت أحداث 11 سبتمبر أن كافة وسائل الإعلام جاءت تسعى إلى المراكز الإسلامية وإلى المساجد يبحثون عمن يقدم إجابات عن الإسلام وعن مواقف المسلمين، فكان هناك العدد القليل من الذين في مقدورهم ان يقدموا خطاباً إعلامياً مفهوماً ومؤثراً في وسائل الاعلام هذه، ما كان لدى المسلمون أناس مدربين وهذا موضوع يتعلق بالخطاب الإسلامي أو الخطاب الإعلامي الإسلامي، لذلك الذين يتكلمون عن الاسلام في وسائل الاعلام العالمية هم من سُموا أو سموهم بخبراء الاسلام وهم في غالبهم من غير المسلمين، ومن غير المتخصصين ممن كنا نسميهم في السابق بالمستشرقين وإن كان المستشرقون السابقون أكثر تعمقاً بدراسة الإسلام من هؤلاء (الخبراء). قرأت مقالاً في مجلة أمريكية بعنوان طريف وهو ( الله في هارفارد) ، وفي هذا المقال يتكلم الكاتب عن الخطاب الإسلامي، وكيف يقدم المسلمون خطابهم الى العالم في مجتمعات الأقليات المسلمة، ويذكر أن أحد المصريين، نال درجة الدكتوراه في جامعة الازهر الشريف، ثم ذهب إلى جامعة هارفارد لكي يدرس برنامجاً في الدراسات الإسلامية، فسأله أستاذه : أنت الآن دكتور في الدراسات الاسلامية فلماذا تأتي لكي تدرس الإسلام في هارفارد، فرد عليه الدكتور المصري قائلاً: أنا دخلت إلى هذا البرنامج فقط لكي أتعلم كيف أخاطب الأمريكيين وأكلمهم بلسانهم ، وهذا هو المبدأ الاسلامي المعروف، فان الله تعالى بعث الرسل بلسان أقوامهم " وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ".
أمثال هذه الأسئلة لا نصل فيها إلى إجابات عن طريق الأطروحات النظرية وحدها، وإنما بإبداع فكر متطور من خلال الممارسة المباشرة وصقل المفاهيم والنظريات والعودة المستمرة إلى الحقل العملي حيث حقائق الحياة الاجتماعية، التي تتحسن فيه معرفتنا ويرقى فيه وعينا. ولعلكم تلاحظون مثلاً أننا الآن نتحدث عن نظام إسلامي للإعلام ، وكنا في السابق يدور كلامنا في كثير من الأحيان حول نظرية إسلامية في الإعلام، لماذا نظرية واحدة؟ وليست نظريات؟! في الاقتصاد الإسلامي هناك نظريات كثيرة، نظريات في المالية ونظريات في التمويل والائتمان وهكذا، كذلك بإمكاننا أن نتحدث عن نظام إسلامي للإعلام يرتكز على العديد من النظريات بدلاً من أن نشغل أنفسنا بالبحث عن نظرية إسلامية للإعلام. لقد تأثرنا بالتأسيس الأكاديمي الذي بدأنا به في بعض الجامعات، كانوا يدرسوننا نظريات الصحافة الأربعة وهي نظرية السلطة والليبرالية والمسؤولية الاجتماعية والشيوعية، وكأن عقلنا منذ ذلك الوقت اكتسب مناعة في أن نفكر إلا في هذا الإطار الضيق، مع أن الأمر ليس كذلك، وبالأمس سررت لأنني وجدت هذه الفكرة لدى المعهد العالمي لوحدة المسلمين التابع للجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا.
أنا على يقين من أن المسلمين إذا أبدعوا فكرهم الإعلامي انطلاقاً من مرجعيتهم الدينية، يستطيعون أن يقدموا هدياً للعالم في مشكلات الإعلام، كما رأينا العالم يلتمس الهدي لدى الإسلام في إقالة عثرته في مجالات المعاش والاقتصاد.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abuzaid7.yoo7.com
 
الإعلام الإسلامي في عالم متغير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب《معرفة الإسلام عن طريق معرفة محمد 》بقلم عالم صيني
» كتاب الوجود الإسلامي في أمريكا الواقع والأمل
» كتاب جديد عن وسائل الإعلام والعنف الأسري (الكتاب يطلب من إدارة النشر في جامعة نايف)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: متفرقات-
انتقل الى: